/ الفَائِدَةُ : (119) /

12/06/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / مَدْرَسَة النَّصِّ : تمسُّكٌ بقوالب بيانات الْوَحْي والغور فيها / إِنَّه حينما يُقال : إِنَّ مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ هي مَدْرَسَة النَّصِّ فليس معناه : حشويَّة وقشريَّة وحبوسيَّة علىٰ أَلفاظ نصوص بیانات الْوَحْي الْإلَهِيّ ؛ وإِلَّا كيف كانت أُمّ التَّأويل بالحقِّ باِعتراف الجميع، وإِنَّما معناه : التَّمَسُّك بقوالب بيانات الْوَحْي ، والغور في لُباب بحور وأَغوار معانيها الطَّمطَامة المُتلاطمة غير المتناهية ؛ فيكون أُفق مَدْرَسَة النَّصِّ ـ وهي مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ـ غير متناهٍ أَيضاً . وهذا هو معنىٰ قاعدة : (التَّوقُّفيَّة)، أَو (التَّوقيتيَّة)، أَو (التَّعبُّديَّة) الواردة في باب الأَسماء والصِّفات الْإِلَهِيَّةِ ، بل وسائر أَبْوَابٍ الْمَعَارِف الْإِلَهِيَّة ؛ فمِن جهةٍ يُتْمَسَّك بالنَّصِّ الوحياني ؛ ولا يُعْمَل الرَّأْي علىٰ خلافه ، ومِنْ جهةٍ أُخرىٰ يُفتح باب الاِجتهاد والغوص والغور في درجات وطبقات المعاني غير المتناهية لقوالب بيانات الْوَحْي الْإلَهِيّ . ويُعبَّر عن هذا المنهج بـ: «علم التَّحليل». ويحتاج الباحث في هذا المنهج إِلى : (تضلُّع) و(نباهة) و(التفات سريع) و(قدرة تحليلية للمعاني). وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ .